تتولى الصحراء في كتب و روايات إبراهيم الكوني مهمة تنقية روح الإنسان ، و خلال ذلك يحاول أبطال راوياته جهدهم محاولة فهم طبيعة عناصرها و كائناتها الخفية و حيواناتها و نباتاتها .  و في معاناة الإنسان في هذا المحيط العدواني و القاسي تزخر كتبه بمواضيع التيه و الغربة و الحنين ما بين العالم الحقيقي و العالم الخفي أو غير المنظور ، أو الصراع ما بين لعنة الإنسان التي أورثها الجد الأول للبشر المتمثلة في غواية الثروة و السلطة و النفوذ ، و محاولة السمو بالعقل و الروح طمعا في العودة إلى الفردوس المفقود – واحة واو ، الواحة المفقودة . و يبقى الإنسان معلقا في التيه بين الغواية و النبل يشده من ناحية الحنين إلى السعادة و الصفاء كنقيض لمفهوم الشقاء و الألم ، و من ناحية أخرى يلمع بريق الذهب مناديا بالسلطة و الثروة و المتعة .  عند معظم شخصيات رواياته هناك بحث حثيث و دءوب نحو معرفة و فهم الوجود الخارجي و الداخلي من خلال المعاناة و الغربة و التواصل.       في النص التالي يتكلم الكوني عن بعض معاني الغربة و الحنين .

 

صفحات من كتاب “صحرائي الكبرى”  تأليف : ابراهيم الكونى .  يوجد المزيد … هنا ..